مشهد الرعاية الصحية الرقمية في المملكة العربية السعودية ما بعد فيروس كورونا المستجد (كوفيد‑19)

نتناول دور الصحة الرقمية في استجابة المملكة العربية السعودية لجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ونكتشف كيفية استخدام الدروس المستفادة لصياغة خطط المملكة الاستراتيجية للرقمنة لنظام الرعاية الصحية في المستقبل.

ملتقى الصحة العالمي | 13 رمضان 1441

"تنطوي إعادة الاختراع الرقمي في مجال الرعاية الصحية على إعادة تصور جوهري للطريقة التي تتعامل بها منظمة الرعاية الصحية مع المرضى وغيرهم من أصحاب المصلحة لتحقيق طموحات وتطلعات المرضى."


من المسلم به عالميًا أن المملكة العربية السعودية نشرت استراتيجية لإدارة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) كمثال للممارسة الجيدة. واستناداً إلى خبرتها مع الفيروسات التاجية الأخرى مثل فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في أوائل يناير/ كانون الثاني، وضعت المملكة بسرعة المبادئ التوجيهية الخاصة بكل بلد بناءً علىالمبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية للتعامل مع الفيروس الجديد.

وواصلت وزارة الصحة في المملكة توسيع نطاق المراقبة وإتخاذ التدابير نحو إجراءات الاختبار مع جميع الحالات المشتبه فيها لا سيما في منافذ الدخول، حيث تم عزل الحالات المؤكدة ومعالجتها على الفور. وقامت وزارة الصحة بتخصيص 25 مستشفى بسعة تصل إلى 80 ألف سرير مستشفى، يتم استخدام 2200 سرير منها لعزل الحالات المشتبه فيها / المعزولة – فضلاً عن 8000 سرير من أسرة وحدات العناية المركزة (ICU) لعلاج حالات فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).  

ويُعزى احتواء معدل الإصابة بجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وإبقاء معدل الوفيات منخفضًا إلى حد كبير إلى دور الصحة الرقمية في استراتيجية استجابة وزارة الصحة. تضمن ذلك توفير عدد من تطبيقات التكنولوجيا ونطاقات البيانات للاستجابة لمتطلبات مركز القيادة والاتصال لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). كما تضمن الأمر تطوير لوحات المتابعة وربط البيانات من خلال المرصد الصحي الوطني بالإضافة إلى إجراء حملات توعية وتثقيف من خلال شبكة الاتصالات.

وقد ثبت أن نشر التطبيقات الرقمية مثل تطبيقات الصحية المتنقلة والرعاية الصحية عن بعد والعيادات والروبوتات الافتراضية لدعم استجابة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) أمرًا ناجحًا بشكل خاص مع 2,438 حالة مشتبه فيها (حتى 18 أبريل) مصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) من خلال التطبيقات الصحية المتنقلة وحدها.

ونظرًا لأن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) هو جائحة العصر الجديد، حيث استغرق الأمر عدة أسابيع للتفشي في جميع أنحاء العالم، فإن الحلول الصحية الرقمية التي تستخدمها المملكة العربية السعودية أثناء تفشي المرض تُستخدم الآن لإحداث ثورة في نظام الرعاية الصحية والصناعة مما يوفر فرصًا لنقل تقديم الرعاية الصحية وتعزيز رعاية المرضى لمرحلة ما بعد تفشي الفيروس.

ووفقاً للدكتور عمرو جمال، الأستاذ المساعد وطبيب الأسرة في المدينة الطبية بجامعة الملك سعود وعضو مجلس الإدارة والعضو المؤسس للجمعية السعودية للمعلوماتية الصحية، أنه "منذ التحقق من أول حالة مصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في البلاد، كان التحول الرقمي لنظام الرعاية الصحية الذي حدث في المملكة العربية السعودية هائلاً وهو ما يعادل ويتجاوز ما حاولت الدولة تحقيقه في السنوات الأربع إلى الخمس الماضية في رحلتها نحو التحول الرقمي".

فكيف إذن تدعم هذه الموجة الجديدة للتحول الصحي الرقمي قدرة النظام الصحي بما في ذلك القوى العاملة والإمدادات والبنية التحتية والسلوكيات السكانية في المملكة؟ وكما يوضح الدكتور عمرو جمال، فإن الهدف هو زيادة قدرة النظام الصحي في الدولة للتعامل مع أكبر عدد ممكن من حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

"من خلال البنية التحتية للرعاية الصحية، يمكننا الاستفادة من الصحة الرقمية في تحديد الموارد التي نمتلكها حاليًا ومراقبتها والتنبؤ بها وإعادة تخصيصها. عندما يتعلق الأمر بالإمدادات، يمكن للصحة الرقمية أن تتساوى في الإنتاج والتوزيع الفعال والعادل على المستويين الوطني والتنظيمي. كما أننا نحتاج أيضًا إلى حماية القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية وأسرهم وبناء قدراتهم والتدريب عبر الإنترنت من حيث معرفة كيفية التعامل مع حجم الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)".

تقدم وزارة الصحة تدابير استباقية للسكان المعرضين للخطر في البلاد من خلال التطبيب عن بعد وعبر العيادات الافتراضية والهاتفية والرسائل النصية بالإضافة إلى توصيل الأدوية عبر الإنترنت. في وقت سابق من هذا العام، وسعت وزارة الصحة لوائحها للتطبيب عن بعد بإطلاق تطبيق "صحة" الجديد للصحة الإلكترونية الذي يوفر سهولة الاستشارة الطبية مع الأطباء من خلال ربط المرضى مع الاستشارات الافتراضية المباشرة وجها لوجه في جميع أنحاء البلاد. أثناء تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، يمكن لجميع المواطنين الوصول إلى التطبيقات الصحية المتنقلة لوزارة الصحة حتى لو لم يكن لديهم عقد بيانات مع مقدم الاتصالات الخاص بهم.

ويعد تنفيذ السجلات الطبية الإلكترونية (EMR) في جميع المستشفيات في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية أحد المكونات الأساسية لاستراتيجية الرعاية الصحية بما يتماشى مع رؤية 2030. ويوضح الدكتور عمرو جمال وهو أيضا رئيس مؤتمر الصحة والابتكار الرقمي القادم في الصحة العالمية 2020 والذي سيعقد بالرياض "خلال فترة تفشي المرض، يمكن لكل من المرضى والأطباء الوصول إلى السجلات الطبية الإلكترونية من منازلهم كما أتاحت لنا الرعاية الصحية المنزلية توفير التطعيمات للمرضى المعرضين لخطر الإصابة بالفيروس والرعاية بالمتابعة الأساسية لمرضى الأمراض المزمنة في منازلهم".

ووفقًا لتقرير حديث صادر عن شركة كي بي ام جي الفوزان وشركاه، سيستمر النظام الصحي في المملكة العربية السعودية في الاستفادة بشكل كبير من الخدمات الأفضل خارج المستشفى والخدمات
المجتمعية، حيث تعتمد المملكة أنظمة الرعاية المتكاملة (ICS) وتواصل وزارة الصحة تنفيذ استراتيجية الصحة الإلكترونية التي تسعى إلى ربط جميع مستويات الرعاية رقميا. ويمثل هذا استثمارًا كبيرًا في تكنولوجيا الرعاية الصحية بالإضافة إلى التحديات السريرية والتشغيلية والثقافية الكبيرة.

الروبوتات الصحية المنزلية

آلات مبرمجة لتوفير الرعاية المنزلية على مدار 24 ساعة وخاصة للمرضى المسنين.

التطبيب عن بعد

التشخيص والعلاج عن بعد للمرضى باستخدام مؤتمرات الفيديو عبر الأجهزة المحمولة أو البوابة الإلكترونية مما يتيح لهم الوصول إلى الأطباء أو المتخصصين أو أخصائيي الرعاية من منازلهم.

الأجهزة الطبية/الأجهزة القابلة للارتداء

التقنيات القابلة للارتداء التي تساعد المرضى على تتبع الظروف الحالية
وإدارتها وإتاحة النهج الوقائية

المبادئ التوجيهية للرعاية المنصات التي تعمل على تسليح المرضى بالمعلومات ورسائل التذكير ذات الصلة في النقاط الرئيسية في تفاعلهم مع نظام الرعاية الصحية



الشاشات الحيوية المضمنة
أجهزة استشعار يمكن ارتداؤها وهي صغيرة الحجم ومرنة وتجمع وتدفق البيانات البيومترية للأطباء والممرضات.




المراقبة عن بعد

المراقبة المستمرة والآلية والمراقبة عن بعد للمستخدمين عن طريق أجهزة الاستشعار لتمكين الناس من الاستمرار في العيش في
منازلهم.




شبكات المرضى

الشبكات الصحية التي تساعد الناس
على إيجاد علاجات جديدة والتواصل مع الآخرين واتخاذ إجراءات لتحسين نتائجهم الصحية.


الذكاء الاصطناعي

نظام أساسي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل نقاط البيانات المتعددة بما في ذلك
البيئة المنزلية والسلوكيات والقراءات البيومترية ويتنبأ بالتغيرات في صحة الفرد.

أدوات رقمية لتحسين توصيل أنظمة الرعاية المتكاملة في المملكة العربية السعودية

المصدر: شركة كي بي ام جي الفوزان وشركاه

بالإضافة إلى سرعة ظهور نظام تحول الرعاية الصحية الرقمية، تشهد المملكة أيضًا تحولًا هائلاً في الطريقة التي تعمل بها صناعة الرعاية الصحية مع الصناعات الشريكة من القطاعين العام والخاص لتوفير تقنيات وحلول مبتكرة لحماية البنية التحتية للرعاية الصحية في البلاد. ويتمثل الأمل في تواصل جميع الكيانات الحكومية والمنظمات الخاصة في جميع أنحاء العالم معًا لتصميم طريقة أفضل وأكثر ارتباطًا رقميًا للتعامل مع أوبئة المستقبل. ومع ذلك، يحذر الدكتور جمال أنه من أجل تحقيق التوازن بين استخدام التكنولوجيا في المستقبل، نحتاج إلى وضع سلامة المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية أولاً. ويضيف الدكتور
جمال "نحتاج أيضًا إلى أن نتذكر أن إجراءات التباعد الاجتماعي لا تعني أنه يمكننا وقف رعاية المرضى غير المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)". 

استخدام خدمات الصحة الإلكترونية التابعة لوزارة الصحة أثناء فترة استجابة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)

منصة "تقصي"

يوفر تطبيق "تقصي" نظامًا واحدًا ليكون المصدر الوحيد للحقيقة بشأن حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)"المشتبه فيها والحالات المؤكدة في المملكة.

خدمة "تطمن"

تُصمم خدمة "تطمن" لتوفير الحماية والرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين المحولين إلى العزل المنزلي أو الحجر الصحي للحفاظ على سلامتهم وتعزيز إجراءات التعافي.

منصة "صحة" للأطباء

يوفر تطبيق "صحة" الإلكتروني للأطباء خدمة الاستشارات الطبية عبر الإنترنت من خلال أطباء وزارة الصحة المعتمدين في جميع التخصصات. تمكن المنصة المرضى من الحصول على هذه الاستشارات عبر الدردشة أو المكالمات الصوتية أو مكالمات الفيديو.

خدمة "موعد"

يسمح التطبيق الإلكتروني لخدمة "موعد" للمرضى بحجز مواعيدهم في مراكز الرعاية الصحية الأولية بالتنسيق مع القسم المختص. وبالتالي، يمكن للمرضى حجز مواعيدهم أو تعديلها أو إلغائها في أي مستشفى حيث تمت إحالتهم عبر قناة توجيه تتميز بالسلاسة يقدمها هذا التطبيق.

خدمة "موارد"

تم تصميم تطبيق "موارد" لتخطيط موارد المؤسسات لتقديم خدمات ذاتية رسمية لموظفي وزارة الصحة. يعمل التطبيق كقناة رسمية واحدة للتقدم بطلب للحصول على جميع أنواع الإجازات بما في ذلك الإجازات السنوية والمرضية والعادية بالإضافة إلى المهام الأخرى.

خدمة الوصفة الطبية الإلكترونية

تتيح خدمة الوصفات الطبية الإلكترونية للمرضى مشاركة الأعراض مع طبيب عبر الإنترنت قبل تلقي وصفة طبية معتمدة من الصيدلي بناءً على الاستشارة الافتراضية.